الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة في صائفة ساخنة: سياسيون يتسابقون لاستثمار شعبية الافريقي وتحقيق مكاسب انتخابية...

نشر في  28 ماي 2014  (11:44)

في موسم لم يختلف كثيرا عن سابقيه، كاد النادي الافريقي يخرج خالي الوفاض لولا بقايا أمل تكرّم بها زملاء هشام الزاهي في فرع كرة السلة بحصولهم على لقب البطولة في انتظار نهائي الكأس لذات الاختصاص، أما عدا ذلك فان اسم سليم الرياحي تم تداوله أكثر من انجازات الفريق ولاعبيه في مختلف الفروع.
في الأثناء وبعيدا عن السنوات العجاف المتتالية وتداعياتها على فريق الشعب، فان الحديث تضاعف سرا وجهرا عن استثمار سياسي صرف للقاعدة الجماهيرية الكبيرة والشعبية الجارفة لنادي باب الجديد، واذا ما اتّهم الرئيس الحالي علنا باستغلال الوضع لبناء طموحات سياسية لحزبه الهشّ والفتي النشأة "الاتحاد الوطني الحرّ" فان تداعيات الأمر بدأت تلقي بظلالها على حديقة المرحوم القبايلي في صائفة ساخنة باشعاع تجاذبات الساسة.
ولأن انتخابات الهيئة المديرة باتت على مرمى شهرين فحسب بناء على وعد سليم الرياحي المبدئي الذي أطلقه لتاريخ الثالث عشر من جويلية، تبعا لذلك ارتفعت عديد الأصوات التي كانت تعلن بخجل سابقا تعاطفعها مع نادي باب الجديد قبل أن تجاهر وبصوت مرتفع عن تعلّق خرافي بالافريقي.. ولكن ما جعل الريبة تتضاعف لدى أنصار الفريق أن أغلب الأصوات التي ارتفعت في الوقت الراهن تشابكت في الطرق ولكنها التقت عند نقطة الطموح السياسي وهذا ما جعل المخاوف كبيرة من توقيت هذه الانتفاضة الجماعية لوجوه سياسية يبدو أنها رأت الوقت ملائما لاشهار نوايا أحزابها من بوابة الافريقي الذي يجرف عشقه مئات الآلاف في مختلف أرجاء الجمهورية ويمثل وجهة ملائمة للغاية لتحقيق مآرب ذاتية...

بين الرياحي والهمامي "تكسير عظام"

جدّ بحر الأسبوع الفارط اجتماع لبعض الوجوه المنتمية الى العائلة الافريقية الموسّعة وذلك لغرض تدارس الوضع الراهن للافريقي واقتراح بعض الحلول لما وصف من قبل هؤلاء بالأزمة الادارية التسييرية، ومن الوجوه البارزة التي نالت الاهتمام نذكر حمه الهمامي عن الجبهة الشعبية والذي أثار حضوره لغطا كبيرا خصوصا انه تزامن مع موجة تصريحات قادها المعارض السياسي سابقا وحاليا عن انتمائه العاطفي الى الافريقي وتعلّقه المفرط بنادي باب الجديد..ولذلك كان الرد حازما من سليم الرياحي باجابته -وكعهده في تدوينة فايسبوكية- بأن التسيير الرياضي مختلف عن النشاط السياسي ومتّهما الهمامي باجراء دعاية انتخابية سابقة لأوانها باستغلال اسم نادي باب الجديد لحشد أنصاره قبل موعد انتخابات تشريعية ورئاسية لا تزال حقيقة في طيّ المجهول..
بين الرياحي والهمامي لا يختلف الأمر كثيرا، فالرئيس الحالي تناسى على ما يبدو أنه "دخيل" عن الافريقي وأن الأقدار الالهية والنوايا السياسية هي من حلّت بركبه على عرش الافريقي الذي كان -تاريخيا- وجهة للمتعلّقين بالرياضة فقط وحتى نجاحاته وأزهى فتراته تزامنت مع أناس بعيدين عن أجواء الأحزاب..وأن أسوأ نتائجه عرفها مثلا زمن محاولة عماد الطرابلسي استغلال نفوذه السياسي للاقتراب من سلطة القرار في 2005 وكذلك حاليا مع سليم الرياحي..وهذا كلّه يعيد جماهير النادي الى نقطة البداية للتخوّف من المطامح الخفيّة.

ديلو،الحامدي..العجرودي والبقية

لا تقتصر المناورات الاتهامات السياسية في نادي باب الجديد على الاسمين السابق ذكرهما، لأن العديد من مشاهير السياسة في بلادنا أجادوا اللعب بالكلمات والعزف على وتر المشاعر الحميمية للآلوف من الأنصار بكشف الميولات الرياضية، ومن الأسماء التي تلقى رواجا كبيرا لدى جماهير "الغالية" نذكر سمير ديلو الذي أصرّ في كل أحاديثه عن الرياضة عن كشف تعلّقه بالافريقي..وانتشرت صوره في فيراج الافريقي بين عديد رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما ترك له رصيدا من المحبة بين عشاق الجمعية..هذا علاوة عن رئيس الجمهورية محمد منصف المرزووقي الذي عرف عنه تعلقه بالافريقي وفق تصريحات مقربين منه بعيدا عن بروتوكولات قصر قرطاج ومتاهات السياسة.
ولأن موعد الثالث عشر من جويلية بات يغري الكثيرين، فان طموحات الكثيرين بدأت تتجلى للعيان، ومنها حالة رجل الأعمال العياشي العجرودي الراغب في خوض غمار الانتخابات الرئاسية..ولكنه قبل ذلك انتهج مسلكا ذكيا بالترويج لاسمه بقوة على هامش موضوع رئاسة الافريقي..ويبدو أن العجرودي استخلص بالشكل المرجوّ حالة سليم الرياحي وأراد استغلال جانب من التكتيك لتطبيقه في محاولته الشخصية.
في خضم هذه الموجة السياسية-الرياضية التي تغزو حديقة الرياضة أ، لم يتردد رئيس تيار المحبة الهاشمي الحامدي بدوره في اشهار تعلّقه بالافريقي في الحوار الذي خصّ به أخبار الجمهورية في عدد اليوم..وفي ذلك مغازلة علنية عابرة للقارات من لندن الى تونس بحثا على ما يبدو عن استثمار جيد للقاعدة السياسية الكبيرة للافريقي والتي تقدر أصواتها طبعا على قلب الموزاين في المشهد السياسي.

مصالح الافريقي في طيّ المجهول..

بقطع النظر عما حبرناه عن نوايا سياسية بدأت تتبلور لتحقيق مطامع وغايات انتخابية في الاستحقاق القادم، بعيدا عن ذلك لم ينقطع التساؤل صلب "الافارقة الحقيقيين" ممن لا تلهيهم "سياسية ولا مال" عن حبّ الجمعية ولا تعنيهم سوى مصلحة النادي، لم ينقطع التساؤل بين هؤلاء عن منفعة الفريق جراء ما يحصل، لأن ما يجري من تراشق من اتهامات بين السياسيين لا يعدو أن يكون سوى مجرّد كوميديا سوداء ومليئة بالضجيج والبروباغندا ..ولكن النتائج قد تغيب طالما أن من كشفوا نواياهم في الوقت البديل لم يثبتوا أنهم يمتلكون حقّا بدائل وبرامج فعلية لانقاذ الجمعية...
فهل يتحرّر الافريقي من وصاية الساسة الجدد أم أنه سيظلّ في تبعية لمثل هذه التجاذبات التي تحولت من طور السرّ الى العلنية؟..سؤال يبقى بمقدور المعنيين بالصراع ثم الأهم ارادة الأحباء الردّ عليه بوضوح تام على هامش الجلسة الانتخابية المرتقبة...

طارق العصادي